
العلاج المعرفي السلوكي
يلعب العلاج النفسي دورا هاما في تحسين جودة الحياة, ونظرا لأهميته ظهرت أنواع ومدارس متعددة في العلاج النفسي, سنتحدث اليوم عن العلاج المعرفي السلوكي. لكن قبل ذلك سنتطرق لنشأته التاريخية التي ساهمت في ظهور المدرسة.
قبل ظهور المدرسة المعرفية ظهرت المدرسة السلوكية, وكانت مهيمنة على مجال علم النفس مع المدرسة التحليلية, والتي ترى أن الانسان كائن مادي عبارة عن مثير واستجابة, ولم يكن احد يهتم بالتفكير والعمليات العقلية.
لكن, بعد ظهور الحاسب, وتطور علم الأعصاب أصبح التوجه الأكبر للعمليات العقلية والتفكير في تخصصات متعددة من ضمنها علم النفس, وكان من روادها بياجيه وتشومسكي وميلر وآخرون, مما ساهم في ظهور المدرسة المعرفية.
نشأ العلاج المعرفي السلوكي من خلال اندماج المدرسة السلوكية مع المدرسة المعرفية, وحصل هذا الاندماج بشكل تلقائي.
مؤسس العلاج المعرفي السلوكي هو (آرون بيك) الذي اطلق على هذا الاندماج اسم العلاج المعرفي السلوكي باقتراح من ماهوني ومكنباوم في عام: 1980م كتاريخ تقريبي.
العلاج المعرفي السلوكي هو علاج غير دوائي, عبارة عن جلسات كلامية يقدمها معالج متخصص حاصل على شهادة وترخيص لممارسة العلاج النفسي.
يرى العلاج أن الناس يصابون بالاضطراب النفسي بسبب أفكارهم وسلوكياتهم, بمعنى أنه يعالج الناس من خلال تغيير الأفكار والسلوكيات.
للعلاج المعرفي السلوكي هيكلة جلسات محددة بفترة زمنية, ويصنف كعلاج قصير المدى, أي ان جلساته تكون في الحالات العادية من 12-16 جلسة وتصل أحيانا الى 20 جلسة, وفي حالات أخرى تكون ما بين 4-8 جلسات تقريبا بزمن يتحدد ب 45د – ساعة.
خصائص العلاج المعرفي السلوكي:
يعتمد على النقاشات والتمارين والأنشطة, وفنياته وتدخلاته كثيرة.
يعتمد أيضا على التمارين بين الجلسات, ويعتبر الجزء الأكبر من العلاج, لأن التغيير يحدث بين الجلسات وليس في وسطها.
كذلك يعتمد بشكل كبير على الأسئلة السقراطية والاكتشاف الموجه.
يركز على التعاون بين المعالج والمريض, ويهتم بالعلاقة العلاجية.
التحسن فيه يحدث من خلال التراكم والمتابعة المستمرة, كذلك يحتاج الى معالج ذو خبرة, وحصل على مستوى عالي من التدريب.
يركز على قاعدة هنا والآن, ويعتمد على الجانب التثقيفي وجعل المريض يكتشف مشكلته ويسعى الى تغييرها من خلال مساعدته على اكتشاف الخلل بالأفكار والسلوكيات.
استخداماته:
يستخدم تقريبا مع جميع الاضطرابات وكذلك المشاكل النفسية دون المرضية, وأيضا الاستشارات التربوية والأسرية.
نقد النظرية:
المزايا:
نتائجه طويلة الأمد بالمقارنة مع مدة جلساته, يركز على المشاعر الحالية, ويعتبر علاج مرن يستطيع الشخص استخدامه على نفسه او الآخرين سواء أفراد أو مجموعة, ويسلح المستفيد منه بمهارات حياتية هامة.
العيوب:
يعتمد بشكل كبير على المريض وإرادته ورغبته بالتغيير, ويركز على الحالة المرضية الحالية, ويشعر المريض بالاستياء منه في البداية مما يجعلها أحيانا نهاية, غير مناسب للأشخاص ذوي المشاكل العقلية, ويهتم بالعقل والمعرفة بشكل كبير.